لا يوجد واحد منا لم يلعن الحياة يوما، رغم ذلك نستميت فيها ونعشقها بكل تفاصيلها. صلصـة الحار حراقـة تشعل لهيبا لادغا ما إن تلمس مستقبلاتنا الذوقيـة، مع ذلك نحبها ونتوق لمذاقها حتى أنه لا يكتمل المذاق بدونها، كذلك هي الحياة كلها مشاكل وصعوبات، مشاق وجبال مـن الهموم والعقبات؛ لكن نحبها ونعشق استمرارها، حتى إننا نخشى الموت، ويظل واحدا مـن مخاوفنا الأزليـة. هل يا ترى الانتحار يعتبر انتصارا على هذا الخوف؟
لا يوجد واحد منا لم يلعن الحياة يوما، رغم ذلك نستميت فيها ونعشقها بكل تفاصيلها. صلصـة الحار حراقـة تشعل لهيبا لادغا ما إن تلمس مستقبلاتنا الذوقيـة، مع ذلك نحبها ونتوق لمذاقها حتى أنه لا يكتمل المذاق بدونها، كذلك هي الحياة كلها مشاكل وصعوبات، مشاق وجبال مـن الهموم والعقبات؛ لكن نحبها ونعشق استمرارها، حتى إننا نخشى الموت، ويظل واحدا مـن مخاوفنا الأزليـة. هل يا ترى الانتحار يعتبر انتصارا على هذا الخوف؟
كون الانتحار مـن كبائر الذنوب التي يعاقب عليها ديننا الحنيف، لم يمنع مـن انتشاره وللأسف فـي مجتمعاتنا العربيـة المسلمـة.. الله عز وجل كرم الإنسان فنفخ فيه روحا تسري فـي جسده بها يضمن حياته التي تخول له مهمته المقدسـة ألا وهي إعمار الأرض وخلافته عز و جل فيها بما يرضيه ووفقا لما تنصه تعاليم دين العالمين. هنا يبرز لي تناقض صارخ بين تعزيز الإنسان بحياة ومهمـة وقدر وقضاء يجب أن يعاش، وقرار بالرحيل والهمام بالمغادرة للمضي قدما نحو الموت.الانتحار كلمـة حروفها مشتقـة مـن العالم الوجودي المظلم، حيث يفضي الإنسان إلى تخلصه بنفسه مـن حياته. وضع نقطـة نهايـة لقصـة لم تتم بعد أحداثها حتى معناها لم يفهم. غالبا ما يكون سببه تلك المشاعر السلبيـة الناتجـة عـن المشاكل والاضطرابات الإنسانيـة اللامتناهيـة.. أغلبيـة الأشخاص المنتحرين، هم ضحايا لسعات الندم، الخوف، الحزن، الفقد، الألم واليأس كذلك، ضعف المعتقد والوازع الديني.. لسعات تصيب الإنسان فتدخله فـي حالـة مـن اللا نظام، حالـة حيث تكون كل المبادئ والمعتقدات مختلطـة وممزوجـة بعجز وانحطاط لكل قوى التحمل.
كون الانتحار مـن كبائر الذنوب التي يعاقب عليها ديننا الحنيف، لم يمنع مـن انتشاره وللأسف فـي مجتمعاتنا العربيـة المسلمـة.. الله عز وجل كرم الإنسان فنفخ فيه روحا تسري فـي جسده بها يضمن حياته التي تخول له مهمته المقدسـة ألا وهي إعمار الأرض وخلافته عز و جل فيها بما يرضيه ووفقا لما تنصه تعاليم دين العالمين. هنا يبرز لي تناقض صارخ بين تعزيز الإنسان بحياة ومهمـة وقدر وقضاء يجب أن يعاش، وقرار بالرحيل والهمام بالمغادرة للمضي قدما نحو الموت.
تغريني الإشارة إلى فلسفـة الانتحار عند ألبير كامو الذي وصَفَ كتابه (أسطورة سيزيف) بأنه: دعوة سهلـة للعيش وسط الصحراء؛ يقول إنه لا توجد قضيـة يستحق أن يشنق الإنسان نفسه لأجلها. |
في حالـة انتصار هاته الحالـة على الحالـة الطبيعيـة للإنسان هنا يسقط كيانه مـن علو شاهق دون أن يسمع صوتا لارتطامه. فتبدأ الرائحـة الكريهة للانتحار تنتشر.. لكن أليس مـن اللازم أن يكون تأثير كل هاته المشاعر والأحاسيس السلبيـة كهاته الخطورة وأكثر! وإلا لم الصبر مفتاح الفرج؟ لم المؤمن مصاب؟ ولم القرآن يشرح الصدور؟ لم الخطأ والمغفرة ؟ لم رحمـة الله تسع الكون؟ لم الاستغفار؟ لم الصلاة؟ لم التوبـة ؟ لم الإسلام؟ لم الحياة أصلا؟
السبب الوحيد لكل هذا هو عدم انتصار حالـة اللا نظام تلك على حالـة النظام الإسلامي الجميل. لن نتمحك خلف ستار الهم والغم لنصنع لأنفسنا قرارالخروج مـن باب وهمي لا أكثر؛ باب الانتحار.. بدل القرار الفعلي ألا وهو المواجهة؛ مواجهة ثنائيات الوجود، الأبيض والأسود، الفرح والقرح.
ما أظن أن الحياة ستكون جميلـة لو كانت منبسطـة دون عقبات! وإلا قتلتنا الرتابـة والتكرار كلمتان مـن سمات جهنم، ففي جهنم يعذب الإنسان ويعذب و يعذب. بحد ذاته الانتحار تناقض مـن نوع قيمي، فكيف لنا أن نتخلص مـن روح مقدسـة بحبوب منومـة أو حبل؟
للتوسع أكثر بأسطري، تغريني الإشارة إلى فلسفـة الانتحار عند ألبير كامو الذي وصَفَ كتابه (أسطورة سيزيف) بأنه: دعوة سهلـة للعيش وسط الصحراء؛ يقول إنه لا توجد قضيـة يستحق أن يشنق الإنسان نفسه لأجلها، فحتى غاليليو، والذي قاده كهنـة الدين إلى المشنقـة حين ادّعى أن الأرض تدور، تراجع عـن رأيه حين تيقّن أنه سيفقد حياته. يقول كامو وما أهميـة أن نعلم أن الأرض تدور أم لا؟ لا أحد يكترث لهذا حين يصل الأمر لفقدان الحياة!
يقول كامو إن معظم المفكّرين المؤيدين لفكرة الانتحار ويصفون هذا الفعل بالشجاعـة لم ينتحروا، وعلى رأسهم الفيلسوف الشهير شوبنهاور، والذي كان يكتب عـن الانتحار بينما يجلس على مائدة بديعـة.. نعم ما مـن شيء يستحق أن نشنق نفسنا عليه، أن نذهب ملكاتنا ونخمد حواسنا... ما مـن شيء يستحق أن يحرمنا مـن الهواء العبق، مـن ألوان الحياة، مـن الشمس، مـن قطرات الشتاء الباردة، مـن الفراشات والزهور، مـن كل الأحاسيس الإيجابيـة؛ مـن طاعـة الله، مـن الطمع فـي الفردوس، مـن نيل رضا الله وأجره وتوابه.. ما مـن شيء قط!
الحياة ميزان قوي لن يتحقق توازنه إلا بامتلاء الكفتين، كفتين تحملان ثنائيات مـن البديهي وجودها؛ حزن سعادة، نجاح فشل، غنى فقر، حب حرمان، قائمـة بذاتها لا تحتاج لا منطق ولا تفسير.. هكذا هي قواعد اللعبـة، فبين شجاعـة مواصلتها إلى آخر رمق وجبن مغادرتها دون إذن؛ لنا الخيار!