في أقل مـن عقد مـن الزمن، تمكنت الهواتف الذكيـة مـن أن تجعلنا نتعلق بها إلى حدّ الإدمان أحياناً.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو كي يتمكن حاملو الهاتف الذكي مـن الاستفادة منه قدر الإمكان مـن دون أن يتحول هذا الجهاز إلى وسيلـة لإضاعـة الوقت.
وأجرت الباحثـة أليكسيس هينيكر دراسـة حول هذا الموضوع هدفه الوقوف عند الآليات التي تجعلنا مدمنين على الهواتف الذكيـة، والعثور على المفاتيح التي تسمح لنا بالتوقف عـن هذا الإدمان.
وتحذر هذه العالمـة مـن أن الحل ليس بحرمان النفس مـن التكنولوجيا.
وهي تعرف مثل أي شخص آخر أن الهواتف الذكيـة والأجهزة اللوحيـة والشاشات الأخرى أصبحت الآن جزءاً لا يتجزأ مـن حياتنا لدرجـة أنها، وفقاً للبعض، ستؤدي إلى التأثير فـي العلاقات الزوجيـة وإلى تخلي الأبناء عـن قسم كبير مـن الحياة العائليـة بحلول عام 2030.
ورأت هذه العالمـة أن تقديم المشورة للاستغناء عـن الهاتف الذكي سيكون غير واقعي. ولكن مـن خلال دراسـة دقيقـة شملت مجموعـة مـن أبناء الألفيـة يستخدمون الهواتف الذكيـة، أدركت الباحثـة أنه لا بد مـن اتخاذ بعض الإجراءات ولا بد مـن التحرك كي لا يحيد الهاتف الذكي عـن هدفه الأصلي، أي أن يخدم الإنسان وليس أن يستعبده.
ولاحظت اليكسيس هاينكر أولاً أن هناك أربعـة مواقف نموذجيـة، تدفعنا تلقائياً تقريباً إلى تمرير الهاتف الذكي بشكل محموم. ومن بين هذه المواقف لحظات الانتظار أو عندما ننتظر مثلاً شخصاً تأخر عـن موعده، أو ننتظر دورنا فـي عيادة طبيب وقبل أو أثناء نشاط ممل أو متكرر، وأثناء مواقف غير مريحـة اجتماعياً.
وعلى العكس هناك ثلاثـة أسباب أو محركات تدفعنا بشكل منهجي تقريباً للتوقف عـن استخدام الهاتف الذكي وهي أولاً عندما يصل الشخص الذي كنا ننتظره وعندما ندرك أننا أمضينا بالفعل أكثر مـن 30 دقيقـة على الهاتف، أو عندما نلتقي بأشياء سبق رأيناها ولا نحبذها أو نملّ منها.
وقال المشاركون فـي الدراسـة أيضاً إنه حتى إذا شعروا بالذنب بشأن إنفاق الكثير مـن الوقت على هواتفهم، فإنهم لم يشعروا بالسوء الكافي لامتناعهم مـن استخدام الهواتف الذكيـة.
وبالتالي كيف نقضي وقتنا بذكاء على هاتفنا؟ فترى الباحثـة أن الحل الأفضل والحل الجذري هو أن يبيع عمالقـة الاتصالات الهاتفيـة هواتف ذكيـة تعيد للمستخدم فـي آن واحد حريته وإرادته.
ولكن بحلول ذلك الوقت والتوصل إلى الحل الأمثل، يمكن للمرء أيضاً أن يقوم بحساب اقتصادي بسيط وأن يتساءل: هل استخدم بحكمـة الوقت الذي أقضيه على تطبيق ما ؟ وهل ستستمر هذه التجربـة وهذا الاختبار لفترة أطول مـن اللحظات التي أقضيها على هاتفي الذكي؟